تحققت هلك أهلهما، وتحصيل معظم هذه المصالح بتعاطي أسبابها مظنون غير مقطوع به، فإن عمّال الآخرة لا يقطعون بحسن الخاتمة، وإنما يعملون بناءاً عليٰ حسن الظنون، وهم مع ذلك يخافون أن لا يقبل منهم ما يعملون، وقد جاء التنزيل بذلك في قوله: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾، فكذلك أهل الدنيا إنما يتصرفون بناءاً عليٰ حسن الظنون، وإنما اعتمد عليها، لأن الغالب صدقها عند قيام أسبابها، فإن التجار يسافرون عليٰ ظن أنهم يستعملون بما به يرتفقون، والأكّارون يحرثون و يزرعون بناءاً عليٰ أنهم مستغلون، والجمالون، والبغالون يتصدرون للكراء لعلهم يستأجرون، والملوك يجندون الأجناد، ويحصنون البلاد بناءاً عليٰ أنهم بذلك ينتصرون، وكذلك يأخذ الأجناد الحذر والأسلحة عليٰ ظن أنهم يغلبون، ويسلمون، والشفعاء يشفعون عليٰ ظن أنهم يشفعون، والعلماء يشتغلون بالعلوم عليٰ ظن أنهم ينجحون، ويتميزون، وكذلك الناظرون في الأدلة والمجتهدون في تعرف الأحكام يعتمدون في الأكثر عليٰ ظن أنهم يظفرون بما يطلبون، والمرضيٰ يتداوون لعلهم يشفعون و يبردون، ومعظم هذه الظنون صادق موافق غير مخالف ولا كاذب، فلا يجوز تعطيل هذه المصالح الغالبة الوقوع خوفا من ندور و كذب الظنون، ولا يفعل ذلك إلا الجاهلون‘‘
’’دونوں جہاں کے مصالح اور مفاسد کی بنیاد ظن پر ہے۔ دنیا اور آخرت کے مصالح اور مفاسد کی بنیاد بظاہر ظن پر ہے۔ اگر یہ مصالح فوت ہو جائیں یا مفاسد موجود ہو جائیں تو دونوں جہاں میں تباہی تک نوبت پہنچ جائے گی۔ ان کے مصالح کی تحصیل بواسطہ اسباب ظنی ہے، قطعی نہیں۔ آخرت کے لیے کام کرنے والے حسن خاتمہ پر یقین اور وثوق نہیں رکھتے، تمام اعمالِ خیر حسن ظن ہی کی بنا پر کرتے ہیں اور ڈرتے ہیں کہ شاید اعمال قبول
|