Maktaba Wahhabi

161 - 288
الدُّنْیَا،فَمَا رَأْیُکِ ؟‘‘ فَقَالَتْ:’’أَنْتَ وَاللّٰهِ ! یَا بُنَيَّ أَنْتَ أَعْلَمُ بِنَفْسِکَ،إِنْ کُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّکَ عَلَی حَقٍ،وَإِلَیْہِ تَدْعُوْ فَامْضِ لَہُ،فَقَدْ قُتِلَ عَلَیْہِ أَصْحَابُکَ،وَلاَ تُمَکِّنْ مِنْ رَقَبَتِکَ یَتَلَعَّبُ بِہَا غِلْمَانُ أُمَیَّۃَ،وَإِنْ کُنْتَ إِنَّمَا أَرَدْتَ الدُّنْیَا فَبِئْسَ الْعَبْدُ أَنْتَ ! أَہْلَکْتَ نَفْسَکَ وَأَہْلَکْتَ مَنْ قُتِلَ مَعَکَ۔‘‘ وَإِنْ قُلْتَ:’’کُنْتُ عَلَی حَقٍّ فَلَمَّا وَہَنَ أَصْحَابِيْ ضَعُفْتُ،فَہٰذَا لَیْسَ فِعْلَ الْأَحْرَارِ وَلاَ أَہْلَ الدِّیْنِ،وَکَمْ خُلُوْدُکَ فِي الدُّنْیَا ! اَلْقَتَلُ أَحْسَنُ۔‘‘ فَدَنَا ابْنُ الزُبَیْرِ فَقَبَّلَ رَأْسَہَا،وَقَالَ:’’ہٰذَا،وَاللّٰهِ ! رَأْیِيْ،وَالَّذِيْ قُمْتُ بِہِ دَاعِیًا إِلٰی یَوْمِيْ ہٰذَا،مَا رَکَنْتُ إِلَی الدُّنْیَا،وَلاَ أَحْبَبْتُ الْحَیَاۃَ فِیْہَا،وَمَا دَعَانِيْ إِلَی الْخُرُوْجِ إِلاَّ الْغَضَبُ لِلّٰہِ أَنْ تُسْتَحَلَّ حُرَمُہُ،وَلٰکِنِّيْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ رَأْیَکِ،فَزِدْتِیْنِيْ بَصِیْرَۃً مَعَ بَصِیْرَتِيْ۔‘‘ فَانْظُرِيْ یَا أُمَّہْ ! فَإِنِّيْ مَقْتُوْلٌ مِنْ یَوْمِيْ ہٰذَا،فَلاَ یَشْتَدِّ حُزْنُکَ،وَسَلِّمِي الْأَمْرَ لِلّٰہِ،فَإِنَّ ابْنَکَ لَمْ یَتَعَمَّدْ إِتْیَانَ مُنْکَرٍ،وَلاَ عَمَلاً بِفَاحِشَۃٍ،وَلَمْ یُجْرِ فِيْ حُکْمِ اللّٰهِ،وَلَمْ یَغْدُرْ فِيْ أَمَانِ،وَلَمْ یَتَعَمَّدْ ظُلْمَ مُسْلِمٍ وَلاَ مُعَاہِدٍ،وَلَمْ یَبْلُغْنِي ظُلْمٌ عَنْ عُمَّالِيْ فَرَضِیْتُ،بَلْ أَنْکَرْتُہُ،وَلَمْ یَکُنْ شَيْئٌ آثَرَ عِنْدِيْ مِنْ رَضَا رَبِّيْ۔اَللّٰہُمَّ إِنِّيْ لاَ أَقُوْلُ ہٰذَا تَزْکِیَۃً مِنِّيْ لِنَفْسِيْ،أَنْتَ أَعْلَمُ بِيْ،وَلٰکِنْ أَقُوْلُہُ تَعْزِیَۃً لِأُمِّيْ لِتَسْلُوَ عَنِّيْ۔‘‘
Flag Counter