بِعَشَرِ آیَاتٍ مِّنْ أَوَّلِ الْکَہْفِ فَالَّذِي یَظْہُرُ لَنَا فِیْہَا مِنَ الْحِکْمَۃِ أَنَّ قَوْلَہٗ تَعَالٰی : ﴿لِیُنْذِرَ بَأْسًا شَدِیْدًا مِّنْ لَدُنْہُ﴾ (الْکَہْف : 2) یُہَوِّنُ بَأْسَ الدَّجَّالِ، وَقَولُہٗ : ﴿وَیُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِیْنَ الَّذِیْنَ یَعْمَلُوْنَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَھُمْ أَجْرًا حَسَنًا، مَاکِثِیْنَ فِیْہِ أَبَدًا﴾(الْکَہْف : 2۔3) یُہَوِّنُ الصَّبْرَ عَلٰی فِتَنِ الدَّجَّالِ بِمَا یُظْہِرُ مِنْ نَعِیْمِہٖ وَعَذَابِہٖ، وَقَولُہٗ : ﴿وَیُنْذِرَ الَّذِینَ قَالُوا اتَّخَذَ اللّٰہُ وَلَدًا﴾(الْکَہْف : 4)، وَقَوْلُہٗ : ﴿کَبُرَتْ کَلِمَۃً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاھِھِمْ﴾ (الْکَہْف : 5) فَذَمَّ مَنْ یَدَّعِي لَہٗ وَلَدًا، وَلَا مِثْلَ لَہٗ، فَکَیْفَ یَدَّعِي الْإِلٰہِیَۃَ مَنْ ہُوَ مِثْلٌ لِّلْخَلْقِ، فَقَدْ تَضَمَّنَتِ الْآیَاتُ مَا یَصْرِفُ فِتْنَۃَ الدَّجَّالِ، إِلٰی قَوْلِہٖ : ﴿إِذْ أَوَی الْفِتْیَۃُ إِلَی الْکَھْفِ فَقَالُوْا : رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَّدُنْکَ رَحْمَۃً وَھَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾ (الْکَہْف : 10) فَہٰؤُلَائِ قَوُمٌ أُبْتُلُوْا فَصَبَرُوْا وَسَأَلُوْا صَلَاحَ أُمُورِہِمْ فَأَصْلَحَتْ، وَہٰذَا تَعْلِیْمٌ لِّکُلِّ مَدْعُوٍّ إِلَی الشِّرْکِ، وَمَنْ رَوٰی ’مِنْ آخِرِ الْکَہْفِ‘ فَإِنَّ فِي قَوْلِہٖ تَعَالَی : ﴿وَعَرَضْنَا جَھَنَّمَ﴾ (الْکَہْف : 100) مَا یُہَوِّنُ مَا یُظْہِرُہٗ مِنْ نَّارِہٖ، وَقَوْلِہٖ : ﴿الَّذِیْنَ کَانَتْ أَعْیُنُھُمْ فِي غِطَائٍ عَنْ ذِکْرِي﴾(الْکَہْف : 101) یُنَبَّہٗ عَلَی التَّغْطِیَۃِ عَلٰی قُلُوْبِ تَابِعِيِّ الدَّجَّالِ، فَإِنَّہٗ یَکْفِي فِي تَکْذِیْبِہٖ أَنَّہٗ جِسْمٌ مُؤَلَّفٌ یَّقْبَلُ التَّجَزَّؤَ، |